اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمِنۡهُم مَّن يُؤۡمِنُ بِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن لَّا يُؤۡمِنُ بِهِۦۚ وَرَبُّكَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُفۡسِدِينَ} (40)

قوله تعالى : { وَمِنهُمْ مَّن يُؤْمِنُ بِهِ } الآية .

لما قال : { فانظر كيف كان عاقبة الظالمين } والمراد منه : تسليط العذاب عليهم في الدنيا ، أتبعه بقوله : " ومنهم من يؤمن به " تنبيها على أن الصلاح عنده –تعالى- كان في هذه الطائفة ، والأقرب : أن الضمير في قوله : " به " يرجع إلى " العذاب " ؛ لأنه المذكور من قبل ، وقيل إلى : القرآن ، واختلفوا في قوله : { ومنهم من يؤمن به } لأن " يؤمن " يصلح للحال ، والاستقبال ، فحمله بعضهم على الحال ، أي : ومنهم من يؤمن بالقرآن باطنا ؛ لكنه يتعمد الجحد . ومنهم من باطنه كظاهره .

وقيل : المراد : الاستقبال ، أي : ومنهم من يؤمنُ به في المستقبل ؛ بأنْ يتوب عن الكفر ، ومنهم من يُصِرُّ على الكفر .

{ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بالمفسدين } أي : بأحوالهم ، أي : هل يبقُوا على الكفر أو يتُوبُوا .