الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّۚ قُلِ ٱللَّهُ يَهۡدِي لِلۡحَقِّۗ أَفَمَن يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّيٓ إِلَّآ أَن يُهۡدَىٰۖ فَمَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ} (35)

وقوله تعالى : { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الحق } [ يونس : 35 ] . أي : يبيِّن طرق الصواب ، ثم وصف الأصنام بأنها لا تَهْدِي إِلا أنْ تُهْدَى .

وقوله : { إِلاَّ أَن يهدى } : فيه تَجوُّز ، لأنا نجدها لا تُهْدَى وإِنْ هُدِيَتْ ، وقال بعضهم : هي عبارة عن أنها لا تنتقلُ إِلا أنْ تُنْقَلَ ، ويحتمل أنْ يكون ما ذَكَرَ اللَّه مِنْ تسبيح الجمادَاتِ هو اهتداؤها ، وقرأ نافع وأبو عمرو : «يَهْدِّي » بسكون الهاء ، وتشديد الدَّال ، وقرأ ابن كثير وابنُ عامر : { يَهَدِّي } بفتح الياء والهاء ، وتشديد الدَّال وهذه رواية وَرْشٍ عن نافعٍ ، وقرأ حمزة والكسائي : «يَهْدِي » بفتح الياءِ ، وسكون الهاء ومعنى هذه القراءة : «أَمَّنْ لا يَهْدِي أَحداً إِلا أَن يُهْدى ذلك الأَحْدُ ، ووقف القُرَّاء : { فَمَا لَكُمْ } ، ثم يبدأ : { كَيْفَ تَحْكُمُونَ } .