الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{۞لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةٞۖ وَلَا يَرۡهَقُ وُجُوهَهُمۡ قَتَرٞ وَلَا ذِلَّةٌۚ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (26)

وقوله سبحانه : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحسنى وَزِيَادَةٌ } [ يونس : 26 ] .

قال الجمهور : { الحسنى } الجنةُ ، وال{ زِيَادَةٌ } : النَّظَر إِلَى وجهِ اللَّه عزَّ وجلَّ ؛ وفي «صحيح مسلمٍ » من حديثِ صُهَيْبٍ : ( فَيَكْشِفُ الحِجَابَ ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئاً أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ) ، وفي رواية : ( ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةِ : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الحسنى وَزِيَادَةٌ } ) وأخرج هذه الزيادةَ النَّسَائِيُّ عن صُهَيْبٍ ، وأَخْرَجَهَا عن صُهَيْبٍ أَيضاً أَبو دَاوُدَ الطَّيَالِسي انتهى . من «التذكرة » . وقوله سبحانه : { وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ } و { يَرْهَقُ } معناه : يَغْشَى مع غلبةٍ وتضييقٍ ، وال{ قَتَرٌ } : الغُبَار المُسْوَدُّ .