السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمِنۡهُم مَّن يُؤۡمِنُ بِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن لَّا يُؤۡمِنُ بِهِۦۚ وَرَبُّكَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُفۡسِدِينَ} (40)

{ ومنهم } أي : من قومك يا محمد ، { من يؤمن به } أي : القرآن ، أي : يصدق به في نفسه ، ويعلم أنه حق ، ولكنه يعاند بالتكذيب { ومنهم من لا يؤمن به } في نفسه لغباوته وقلة تدبره ، أو منهم من يؤمن به في المستقبل بأن يتوب عن الكفر ويبدله بالإيمان ، ومنهم من يصر ويستمرّ على الكفر ، وإنما فسرت هذه الآية بهذين التأويلين ؛ لأنّ كلمة يؤمن تصلح للحال والاستقبال { وربك أعلم بالمفسدين } أي : المعاندين على التفسير الأوّل ، والمصرين على التفسير الثاني ، وفي ذلك تهديد لهم .