فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمِنۡهُم مَّن يُؤۡمِنُ بِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن لَّا يُؤۡمِنُ بِهِۦۚ وَرَبُّكَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُفۡسِدِينَ} (40)

{ ومنهم } أي ومن هؤلاء الذين كذبوا بالقرآن { من يؤمن به } في نفسه يعلم أنه صدق وحق ولكنه كذب مكابرة وعنادا ، وقيل المراد ومنهم من يؤمن به في المستقبل وإن كذب به في الحال { ومنهم من لا يؤمن به } ولا يصدقه في نفسه بل كذب به جهلا وتقليدا ، أو لا يؤمن به في المستقبل بل يبقى على جحوده وإصراره وقيل الضمير في الموضعين للنبي صلى الله عليه وسلم وقد قيل إن هذا التقسيم خاص بأهل مكة وقيل عام في جميع الكفار { وربك أعلم بالمفسدين } فيجازيهم بأعمالهم والمراد بهم المصرون المعاندون .