الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَٱسۡتَفۡتِهِمۡ أَهُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَم مَّنۡ خَلَقۡنَآۚ إِنَّا خَلَقۡنَٰهُم مِّن طِينٖ لَّازِبِۭ} (11)

وقوله تعالى : { فاستفتهم أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا } أي : فلا يُمْكِنُهُمْ أن يقولوا إلا أنَّ خَلْقَ مَنْ سواهُم من الأمَمِ والملائِكَة ، والجنِّ والسماوات والأرضِ والمشارِق والمغارِبِ ، وغير ذلك هو أشَدُّ مِنْ هؤلاءِ المخاطَبِينَ ، وبأن الضمير في { خَلَقْنَا } يرادُ به ما تقدم ذكره ، قال مجاهد وقتادة وغيرهما : ويُؤَيِّدُه ما في مصحف ابن مسعود ( أُمْ مَنْ عَدَدْنَا ) ؛ وكذلك قرأَ الأَعْمَشُ .

وقوله تعالى : { إِنَّا خلقناهم مِّن طِينٍ } أي : خلقُ أصلِهم وهو آدم عليه السلام ، ( واللاّزِبُ ) : اللازمُ : يَلْزَمُ ما جاورَهُ ويَلْصَقُ به ، وهُوَ الصَّلْصَالُ .