الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيۡهِمۡ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِوَكِيلٖ} (6)

وقوله تعالى : { والذين اتخذوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ الله حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ } هذه آية تسليةٍ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ووعيد للكافرين ، والمعنى : ليس عليك إلاَّ البلاغ فقطْ ، فلا تَهْتَمَّ بعدم إيمان قريشٍ وغيرهم ، اللَّه هو الحفيظُ عليهم كُفْرَهُمْ المُحْصِي لأعمالهم ، المُجَازِي عليها ، وأَنْتَ لَسْتَ بوكيلٍ عليهم ، وما في هذه الألفاظِ مِنْ موادَعَةٍ فمنسوخٌ ؛ قال الإمام الفَخْرُ في شرحه لأسماء الله الحسنى ، عند كلامه على اسمه سبحانه «الحفيظ » : قال بعضهم : ما من عبد حَفِظَ جوارِحَه إلاَّ حَفِظَ اللَّه عليه قَلْبَهُ ، وما من عبد حَفِظَ اللَّهُ عليه قلبه إلاَّ جعله حُجَّةً على عباده ، انتهى .