وقوله تعالى : { جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } يريد : زوجَ الإنسان الأنثى ، وبهذه النعمة اتفق الذرء ، وليست الأزواج هاهنا الأنواع .
وقوله : { وَمِنَ الأنعام أزواجا } الظاهر أيضاً فيه والمُتَّسِقُ أَنَّهُ يريد إناث الذَّكْرَان ، ويحتمل أنْ يريد الأنواع ، والأوَّل أظهر .
وقوله : { يَذْرَؤُكُمْ } أي : يخلقكم نسلاً بعد نَسْلٍ ، وقرناً بعد قَرْنٍ ؛ قاله مجاهد ، والناس ، فلفظة «ذرأ » تزيد على لفظة خلق معنى آخرَ ليس في خلق ، وهو توالي طبقات على مَرِّ الزمان .
وقوله : { فِيهِ } الضمير عائد على الجَعْلِ يتضمَّنه قوله : { جَعَلَ لَكُم } وهذا كما تقول : كَلَّمْتُ زَيْداً كلاماً أكرمته فيه ، وقال القُتَبِيُّ : الضمير للتزْوِيجِ ، ولفظة في مشتركة على معانٍ ، وإنْ كان أصلها الوعاء ، وإليه يردها النظر في كل وجه .
وقوله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيء } الكاف مؤكِّدة للتشبيه ، فنفي التشبيه أوكَدُ مَا يكُونُ ؛ وذلك أَنّك تقول : زيدٌ كعمرو ، وزيْدٌ مِثْلُ عمرو ، فإذا أردتَ المبالغة التامَّة قلتَ : زيدٌ كَمِثْلِ عَمْرٍو ، وجرتِ الآية في هذا الموضع على عُرْفِ كلامِ العَرَبِ ، وعلى هذا المعنى شواهِدُ كثيرة ، وذهب الطَّبَرِيُّ وغيره إلى أَنَّ المعنى : ليس كهو شيء ، وقالوا : لفظة { مَثَلُ } في الآية توكيدٌ ، وواقعةٌ موقع هو .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.