السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيۡهِمۡ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِوَكِيلٖ} (6)

{ والذين اتخذوا من دونه } أي : غير الله تعالى { أولياء } أي : أنداداً وشركاء يعبدونهم كالأصنام { الله } أي : المحيط بصفات الكمال { حفيظ } أي : رقيب ومراع وشهيد { عليهم } أي : على أعمالهم ولا يغيب عنه شيء من أعمالهم فهو إن شاء أبقاهم على كفرهم وجازاهم عليه بما أعد للكافرين ، وإن شاء تاب عليهم ومحا ذلك عيناً وأثراً ولم يعاقبهم ، وإن شاء محاه عيناً وأبقى الأثر حتى يعاقبهم { وما أنت } يا أشرف الرسل { عليهم بوكيل } أي : حتى يلزمك أن تراعي جميع أحوالهم من أقوالهم وأفعالهم فتحفظها وتقسرهم على تركها ونحو ذلك مما يتولاه الوكيل بما يقوم فيه مقام الموكل سواء قالوا لا تسمعوا لهذا القرآن أم قالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وغير ذلك إذ ما عليك إلا البلاغ .