تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيۡهِمۡ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِوَكِيلٖ} (6)

الآية 6 وقوله تعالى : { والذين اتخذوا من دونه أولياء } يحتمل قوله : { أولياء } الأصنام التي عبدوها دون الله كقوله تعالى : { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين } [ آل عمران : 28 ] وقوله تعالى : { لا تتخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء } [ الممتحنة : 1 ] وقوله تعالى : { إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله } [ الأعراف : 30 ] .

وقوله تعالى : { الله حفيظ عليهم } يُخبر أنه لا عن غفلة وجهل منه يعملون ما يعملون ، ولكنه حفيظ عليهم وعلى أعمالهم ، لكنه يؤخر ذلك عنهم لحكمة ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { وما أنت عليهم بوكيل } يحتمل وجهين : أحدهما : { وما أنت عليهم بوكيل } أي لا تؤاخذ أنت بمكانهم كقوله : { فإنما عليه ما حُمّل وعليكم ما حُمّلتم } [ النور : 54 ] .

والثاني : { وما أنت عليهم بوكيل أي بمسلّط عليهم ولا حفيظ . إنما أنت رسول . فعليك البلاغ كقوله تعالى : { إن عليك إلا البلاغ } [ الشورى : 48 ] وقوله : { ما على الرسول إلا البلاغ } [ المائدة : 99 ] والله أعلم .