وقرأ نافع والكسائيُّ { يَتَفَطَّرْنَ } ، وقرأ أبو عمرو ، وعاصم : ( َنْفَطِرْنَ ) والمعنى فيهما : يتصدَّعْنَ ويتشقَّقْنَ ، خضوعاً وخشيةً من اللَّه تعالى ، وتعظيماً وطاعةً .
وقوله : { مِن فَوْقِهِنَّ } أي : من أعلاهن ، وقال الأخفشُ ، عليُّ بْنُ سُلَيْمَان : الضمير في { مِن فَوْقِهِنَّ } للكُفَّار ، أي : من فوق الجماعاتِ الكافرةِ والفِرَقِ المُلْحِدَةِ مِنْ أجْلِ أقوالها تَكادُ السماوات يتفطَّرْنَ ، فهذه الآية على هذا كالتي في ( كهيعص ) : { تَكَادُ السماوات يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ } [ مريم : 90 ] الآية ، وقالت فرقة : معناه : من فوق الأرضين ، إذْ قد جرى ذِكْرُ الأرض .
وقوله تعالى : { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأرض } قالَتْ فرقةٌ : هذا منسوخٌ بقوله تعالى : { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ } قال ( ع ) : وهذا قولٌ ضعيفٌ ، لأَنَّ النَّسْخ في الأخبار لاَ يُتَصَوَّرُ ، وقال السَّدِّيُّ ما معناه : إنَّ ظاهر الآية العمومُ ، ومعناها الخصوصُ في المؤمنين ، فكأنَّه قال : ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين ، وقالت فرقة : بل هِيَ على عمومها : لكنَّ استغفارَ الملائكة ليس بطَلَبِ غفرانٍ للكفرة مَعَ بقائهم على كُفْرهم ، وإنَّما استغفارهم لهم بمعنى طلب الهداية التي تُؤَدِّي إلى الغفران لهم ، وتأويل السُّدِّيِّ أرجحُ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.