الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلَوۡ نَشَآءُ لَأَرَيۡنَٰكَهُمۡ فَلَعَرَفۡتَهُم بِسِيمَٰهُمۡۚ وَلَتَعۡرِفَنَّهُمۡ فِي لَحۡنِ ٱلۡقَوۡلِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (30)

وقوله سبحانه : { وَلَوْ نَشَاءُ لأريناكهم } الآية ، لم يُعَيِّنْهُم سبحانه بالأسماء والتعريف التامّ ؛ إبقاءً عليهم وعلى قراباتهم ، وإنْ كانوا قد عُرِفُوا بلحن القول ، وكانوا في الاشتهار على مراتبَ كابنِ أُبَيٍّ وغيره ، والسِّيما : العلامة ، وقال ابن عباس والضَّحَّاكُ : إنَّ اللَّه تعالى قد عَرَّفَهُ بهم في سورة براءة بقوله : { وَلاَ تُصَلِّ على أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً } [ التوبة : 84 ] وفي قوله : { فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعي أَبَدًا وَلَن تقاتلوا مَعِي عَدُوًّا } [ التوبة : 83 ] . قال ( ع ) : وهذا في الحقيقة ليس بتعريف تامٍّ ، ثم أخبر تعالى أَنَّهُ سيعرفهم في لحن القول ، أي : في مذهب القول ومنحاه ومَقْصِدهِ ، واحتجَّ بهذه الآية مَنْ جعل الحَدَّ في التعريض بالقذف .

( ص ) : قال أبو حيان : { ولتعرفنهم } اللام جواب قسم محذوف ، انتهى .

وقوله سبحانه : { والله يَعْلَمُ أعمالكم } مخاطبة للجميع من مؤمن وكافر .