الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ} (116)

قوله سبحانه : { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأرض . . . } [ الأنعام :116 ] . المعنى : فامض ، يا محمَّد لما أُمِرْتَ به ، وبلِّغ ما أُرْسِلْتَ به ، فإنك إنْ تطع أكثر من في الأرض يضلُّوك ، قال ابنُ عباس : الأرض هنا : الدنيا ، وحُكِي أنَّ سبب هذه الآية أنَّ المشركين جادلوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم في أمر الذبائحِ ، وقالوا : أتأكُلُ ما تقتُلُ ، وتترُكُ ما قَتَلَ اللَّه ، فنزلَتِ الآية ، ثم وصفهم تعالى بأنهم إنما يقتَدُون بظنُونهم ويتَّبعون تخرُّصهم ، والخَرْصُ : الحزر والظنُّ .