الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمَا لَكُمۡ أَلَّا تَأۡكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ وَقَدۡ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيۡكُمۡ إِلَّا مَا ٱضۡطُرِرۡتُمۡ إِلَيۡهِۗ وَإِنَّ كَثِيرٗا لَّيُضِلُّونَ بِأَهۡوَآئِهِم بِغَيۡرِ عِلۡمٍۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُعۡتَدِينَ} (119)

قوله سبحانه : { وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ . . . } [ الأنعام :119 ]

( ما ) : استفهام يتضمَّن التقريرَ ، { وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ } ، أي : فصَّل الحرامَ من الحلالِ ، وانتزعه بالبيانِ ، و( ما ) في قوله : { إِلاَّ مَا اضطررتم إِلَيْهِ } ، يريد بها : مِنْ جميع ما حَرَّم ، كالميتة وغيرها ، وهي في موضع نَصْب بالاستثناء ، والاستثناءُ منقطعٌ .

وقوله سبحانه : { وَإِنَّ كَثِيراً } يريد الكفرة المحادِّين المجادلين ، ثم توعَّدهم سبحانه بقوله : { إِنَّ رَّبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بالمعتدين } .