وقوله سبحانه : { إِنَّ شَرَّ الدواب عِندَ الله الذين كَفَرُوا فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ الذين عاهدت مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ } [ الأنفال : 55 و56 ] .
أجمع المتأوِّلون ؛ أن الآية نزلَتْ في بني قُرَيْظَةَ ، وهي بَعْدُ تَعُمُّ كلَّ مَنِ اتصف بهذه الصفة إِلى يوم القيامة ، وقوله : { فِي كُلِّ مَرَّةٍ } يقتضي أن الغَدْرَ قد تكرَّر منهم ، وحديثُ قُرَيْظَةَ هو أنهم عاهدوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم ؛ على ألاَّ يحاربوه ، ولا يعينوا عَلَيْه عدوًّا من غيرهم ، فلمَّا اجتمعت الأحزاب على النبيِّ صلى الله عليه وسلم بالمدينةِ ، غَلَبَ على ظنِّ بني قريظة ؛ أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مغلوبٌ ومستأصَلٌ ، وخَدَعَ حُيَيُّ بنُ أَخْطَبَ النَّضْرِيُّ كَعْبَ بْنَ أَسَدٍ القُرَظِيَّ صاحبَ عَقْد بني قريظة ، وعهْدِهِم ، فغدروا ووالوا قريشاً ، وأمدُّوهم بالسِّلاح والأَدْرَاعِ ، فلما انجلت تلك الحالُ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أمره اللَّه تعالَى بالخروج إِليهم وحَرْبِهم ، فاستنزلوا ، وضُرِبَتْ أعناقهم بحُكْم سَعْدٍ ، واستيعاب قصَّتهم في «السِّير » وإِنما اقتضبت منها ما يخُصُّ تفسير الآية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.