اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (55)

قوله تعالى : { إِنَّ شَرَّ الدواب عِندَ الله الذين كَفَرُواْ } الآية .

لمَّا وصف كُلَّ الكفار بقوله : { وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ } [ الأنفال : 54 ] أفرد بعضهم بمزية في الشر والعناد فقال : { إِنَّ شَرَّ الدواب عِندَ الله } أي : في حكمه وعلمه من حصلت له صفتان :

الأولى : الكافر المستمر على كفره مصرّاً عليه .

الثانية : أن يكون ناقضاً للعهد ، فقوله : { الذين كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُون } إشارة إلى استمرارهم على الكفر ، وصرارهم عليه .