فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (55)

قوله : { إِنَّ شَرَّ الدواب } أي : شرّ ما يدب على وجه الأرض { عَندَ الله } أي : في حكمه { الذين كَفَرُواْ } أي : المصرّون على الكفر المتمادون في الضلال . ولهذا قال : { فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } أي : إن هذا شأنهم لا يؤمنون أبداً ، ولا يرجعون عن الغواية أصلاً ، وجعلهم شرّ الدوابّ لا شرّ الناس إيماء إلى انسلاخهم عن الإنسانية ، ودخولهم في جنس غير الناس من أنواع الحيوان لعدم تعقلهم لما فيه رشادهم .

/خ60