وقوله تعالى : ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) ذكر ههنا أن ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) وقال في آية أخرى ( إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون )[ الأنفال : 22 ] هم شر الدواب حين[ في الأص وم : حيث ] سمعوا الآيات والحق ، وعقلوها ، فلم يؤمنوا بها ؛ أي لم ينتفعوا بما عقلوا مما وقع في مسامعهم ومما درسوا كمن لاسمع له ، ولا لسان . نفى عنهم ذلك لما لم ينتفعوا بما عقلوا .
ويحتمل أن يكون في الآخرة ؛ أي[ أدرج في الأصل قبلها : هم ] يبعثون يوم القيامة عند الله صما بكما لما لم ينتفعوا في الدنيا بهذه كقوله تعالى : ( ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما )الآية[ الإسراء : 97 ] .
وقوله تعالى : ( إن شر الدواب عند الله ) أي شر من ( الدواب عند اله الذين كفروا فهم لا يؤمنون ) وهو كما ذكر في آية أخرى : ( الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون[ الأعراف : 179 ] أخبر أن الذين كفروا بالله ، وكذبوا بآياته أضل من الأنعام . وقد ذكرنا فائدة قوله : ( بل هم أضل ) في موضعه .
ويحتمل قوله : ( شر الدواب ) أي شر من يدب على وجه الأرض من الممتحنين ( الذين كفروا فهم لا يؤمنون ) ثم يكونون[ من م ، في الأصل : يكون ] بهذا الوصف إذا ختموا بالكفر وترك الإيمان .
ثم اختلف فيه ؛ قال بعضهم : نزل في بني قريظة ؛ عاهدوا رسول الله ، ثم أعانوا مشركي مكة على رسول الله بالسلاح وغيرهم ، فأقالهم رسول الله ، وكانوا يقولون : نسينا ، وأخطأنا ، ثم عاهدهم ثانية ، فنقضوا العهد . فذلك قوله : ( ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ )
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.