الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ سُجِّرَتۡ} (6)

و{ وَإِذَا البحار سُجِّرَتْ } قال أُبَيُّ بن كعب وابن عباس وغيرهما : معناه أُضْرِمَتْ ناراً ، كما يُسْجَرَ التَّنُّورُ ، ويحتملُ أنْ يكونَ المعنى مُلِكَتْ وقُيِّدَتْ ، فتكونُ اللفظةُ مأخوذةً من سَاجُورِ الكَلْبِ ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو : «سُجِرَتْ » بتخفيفِ الجيمِ ، والباقون بتشديدها ، وتزويجُ النفوسِ : هو تَنْوِيعُها ؛ لأن الأزواجَ هي الأنْواعُ ، والمعنى : جَعْلُ الكافرِ مع الكافرِ والمؤمِنِ معَ المؤمِنِ ، وكلِّ شكلٍ مع شكلِه ؛ رواه النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ وقاله عمرُ بن الخطاب وابن عباس ؛ وقال : هذا نظيرُ قوله تعالى : { وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثلاثة } [ الواقعة : 7 ] وفي الآيةِ على هذا حضُّ عَلَى خَليلِ الخيرِ ، فقد قال عليه السلام : " المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ " وقال : " فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ " .