محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ سُجِّرَتۡ} (6)

{ وإذا البحار سجرت } أي ملئت بتفجير بعضها إلى بعض حتى تعود بحرا واحدا ، من ( سجر التنور ) إذا ملأه بالحطب كقوله { وإذا البحار فجرت } وقيل المعنى تأججت نارا قال القفال يحتمل أن تكون جهنم في قعور البحار فهي الآن غير مسجورة لقوام الدنيا فإذا انتهت مدة الدنيا أوصل الله تأثيره تلك النيران إلى البحار فصارت بالكلية مسجورة بسبب ذلك وأوضحه الإمام بقوله وقد يكون تسجيرها إضرامها نارا فإن ما في بطن الأرض من النار يظهر إذ ذاك بتشققها وتمزق طبقاتها العليا أما الماء فيذهب عند ذلك بخارا ولا يبقى في البحار إلا النار أما كون باطن الأرض يحتوي على نار فقد ورد به بعض الأخبار ورد أن البحر غطاء جهنم وإن لم يعرف في صحيحها ولكن البحث العلمي أثبت ذلك ويشهد عليه غليان البراكين وهي جبال النار انتهى .

قال الرازي واعلم أن هذه العلامات الستة يمكن وقوعها في أول زمان تخريب الدنيا ويمكن وقوعها أيضا بعد قيام القيامة ، وليس في اللفظ ما يدل على أحد الاحتمالين أما الستة الباقية فإنها مختصة بالقيامة انتهى .