الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّ هَٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلۡأُولَىٰ} (18)

وقوله تعالى : { إِنَّ هذا } قال ابن زيد : الإشارَة ب«هَذَا » إلى هذينِ الخبرينِ : إفْلاحِ مَنْ تَزكّى ، وإيثارِ الناسِ للدنيا مَعَ فَضْلِ الآخرة عليها ، وهذا هو الأرجَحُ لقرب المشارِ إليه ، وعن أُبيِّ بن كعب قال : " كانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقرأُ في الْوِتْرِ ب«سبح اسم ربك الأعلى » و«قل يا أيها الكافرون » و«قل هو اللَّه أحد » ؛ فإذا سَلَّمَ قال : ( سُبْحَانَ المَلِكِ القُدُّوسِ ) ؛ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ يَمُدُّ صَوْتَهُ في الثَّالِثَةِ ، ويَرْفَعُ " ، رواه أبو داود والنسائي ؛ وهذا لفظه ، ورَواهُ الدارقطني في سُنَنِهِ ، ولفْظُه : " فَإذَا سَلَّمَ قَالَ : سُبْحَانَ المَلِكِ الْقُدُّوسِ ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ في الأخِيرَةِ ، وَيَقُولُ : رَبِّ المَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ " ، انتهى من «السلاح » ، قالَ النووي ورُوِّينَا في «سُنَنِ أبي داودَ » «والترمذي » «والنسائي » عن علي رضي اللَّه عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وِتْرِهِ : " اللهمَّ إني أعوذُ برضاكَ من سَخَطِكَ ، وأعوذ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوْبَتِكَ ، وأعوذ بك منكَ ، لا أحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كَما أثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ " قال الترمذيُّ : حديث حسن ، انتهى .