فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱلَّذِينَ هُمۡ يُرَآءُونَ} (6)

{ يراءون } يتظاهرون بالعبادة ليراهم الناس ، ولا يبتغون بأدائها رضوان رب الناس .

{ الذين هم يراءون( 6 ) } يري الناس ويظهر لهم عبادة الله ، يريد بذلك الثناء والجاه ، ولا يبتغي بها وجه مولاه ، يصلي تقية كالفاسق ، ويحسبه الراءون متعبدا . مما يقول صاحب الجامع لأحكام القرآن : ولا يكون الرجل مرائيا بإظهار العمل الصالح إن كان فريضة ؛ فمن حق الفرائض الإعلان بها وتشهيرها ، لقوله عليه السلام : " ولا غمة في فرائض الله " ؛ لأنها أعلام الإسلام ، وشعائر الدين ، ولأن تاركها يستحق الذم والمقت ، فوجب إماطة التهمة بالإظهار ، وإن كان تطوعا فحقه أن يخفى ؛ لأنه لا يلام بتركه ، ولا تهمة فيه ، فإن أظهره للاقتداء به كان جميلا ؛ وإنما الرياء أن يقصد بالإظهار أن تراه الأعين ، فتثني عليه بالصلاح . اه .