وقوله تعالى : { الذين هم عن صلاتهم ساهون } يحتمل وجهين :
أحدهما : أي سهوا عن صلاتهم لأنفسهم ، وصلاتهم التي هي لأنفسهم ، هي أن تكون الصلاة لله تعالى ، ويجعلونها له ، ولا يصلون لغير الله من الأصنام وغيرها ؛ لأن من صلى لله تعالى يرجع منفعته في الحقيقة إليه لما تعلق بها من الجزاء الجميل ، فهم بالسهو عن تلك الصلاة وتركها يلحقون الضرر بأنفسهم ، وإن{[2]} جعلوها للأصنام التي لا تضر ، ولا تنفع .
والثاني : سهوهم ( عن ){[3]} الصلاة حين أضاعوها ، وهو ما ذكر في حرف ابن مسعود في قوله تعالى : { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } ( العنكبوت : 45 ) فيقول : ( سهوا عن ){[4]} الصلاة ، فلم يمتنعوا عما ذكر .
وعن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعا : " هم الذين يؤخرونها عن وقتها " ( ابن جرير الطبري في تفسيره 30/311 ) وقال مجاهد : " الساهي الذي لا يبالي صلى أم لم يصل " ( ابن جرير الطبري في تفسيره 30/311 ) ألا ترى أنه قال : { الذين هم يراءون } وقال الحسن : " هم المنافقون ، يؤخرونها عن وقتها ، ويراؤون إذا صلوا " ( بنحوه : الطبراني في الأوسط 2297 ) وقال سعد : ( ابن أبي وقاص ){[5]} : " السهو{[6]} عن الوقت " ( بنحوه : الطبراني في الأوسط 2297 ) وقال أبو العالية : " الساهي هو الذي لا يدري عن شفع انصرف أو عن وتر " ( الدر المنثور8/643 ) ، وروي عن سليمان أنه قال : الحمد لله لأنه{[7]} لم يقل : في صلاتهم ، ولكنه قال { عن صلاتهم ساهون } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.