{ والعصر ( 1 ) إن الإنسان لفي خسر ( 2 ) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ( 3 ) } .
أقسم الله تعالى بالدهر ربما لما فيه من تبدل الأحوال ، وفي تصرفها وتقلب شئونها دليل على الاقتدار ، وبرهان على حكمة الفاعل المختار ، الواحد القهار ، وفي ذلك جاءت الحجة والسلطان ، يعقلهما من هدي إلى التفكير والاستبصار ، يقول تبارك اسمه : { يقلب الله الليل والنهار . إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار }{[13025]} ، ولهذا جاء في الحديث القدسي عن رب العزة : " لا تسبوا الدهر ، فإني أنا الدهر ، بيدي الأمر أصرف ليله ونهاره ) وفي رواية : " أقلب ليله ونهاره " . عن الحسن وغيره : العصران : الغداة والعشي ؛ وعن قتادة : هو آخر ساعة من ساعات النهار ، وقيل : هو قسم بصلاة العصر ، وهي الوسطى ؛ لأنها أفضل الصلوات ، قاله مقاتل . . . وفي الصحيح : " الصلاة الوسطى صلاة العصر . . " -{[13026]} [ وفي تخصيص القسم به إشارة إلى أن الإنسان يضيف المكاره والنوائب إليه ، ويحيل شقاءه وخسرانه عليه ، فإقسام الله تعالى به دليل على شرفه ، وأن الشقاء والخسران إنما لزم الإنسان لعيب فيه لا في الدهر ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " {[13027]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.