فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قَالُوٓاْ أَءِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُۖ قَالَ أَنَا۠ يُوسُفُ وَهَٰذَآ أَخِيۖ قَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَآۖ إِنَّهُۥ مَن يَتَّقِ وَيَصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (90)

قرىء : «أئنك » على الاستفهام . وأنك ، على الإيجاب وفي قراءة أبيّ : «أئنك أو أنت يوسف » ، على معنى أئنك يوسف أو أنت يوسف ، فحذف الأوّل لدلالة الثاني عليه ، وهذا كلام متعجب مستغرب لما يسمع ، فهو يكرر الاستثبات فإن قلت : كيف عرفوه ؟ قلت : رأوا في روائه وشمائله حين كلمهم بذلك ما شعروا به أنه هو ، مع علمهم بأنّ ما خاطبهم به لا يصدر مثله إلا عن حنيف مسلم من سنخ إبراهيم ، لا عن بعض أعزاء مصر . وقيل : تبسم عند ذلك فعرفوه بثناياه وكانت كاللؤلؤ المنظوم . وقيل : ما عرفوه حتى رفع التاج عن رأسه فنظروا إلى علامة بقرنه كانت ليعقوب وسارة مثلها ، تشبه الشامة البيضاء . فإن قلت : قد سألوه عن نفسه فلم أجابهم عنها وعن أخيه ؟ عن أن أخاه كان معلوماً لهم . قلت : لأنه كان في ذكر أخيه بيان لما سألوه عنه { مَن يَتَّقِ } من يخف الله وعقابه { وَيِصْبِرْ } عن المعاصي وعلى الطاعات { فَإِنَّ الله لاَ يُضِيعُ } أجرهم ، فوضع المحسنين موضع الضمير لاشتماله على المتقين والصابرين .