فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيۡهِ قَالُواْ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهۡلَنَا ٱلضُّرُّ وَجِئۡنَا بِبِضَٰعَةٖ مُّزۡجَىٰةٖ فَأَوۡفِ لَنَا ٱلۡكَيۡلَ وَتَصَدَّقۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَجۡزِي ٱلۡمُتَصَدِّقِينَ} (88)

{ الضر } الهزال من الشدّة والجوع { مُّزْجَاةٍ } مدفوعة يدفعها كل تاجر رغبة عنها واحتقاراً لها ، من أزجيته إذا دفعته وطردته ، والريح تزجي السحاب ، قيل : كانت من متاع الأعراب صوفاً وسمناً . وقيل : الصنوبر وحبة الخضراء ، وقيل : سويق المقل والأقط . وقيل : دراهم زيوفاً لا تؤخذ إلا بوضيعة { فَأَوْفِ لَنَا الكيل } الذي هو حقنا { وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا } وتفضل علينا بالمسامحة والإغماض عن رداءة البضاعة ، أو زدنا على حقنا ، فسموا ما هو فضل وزيادة لا تلزمه صدقة ، لأنّ الصدقات محظورة على الأنبياء ، وقيل كانت تحل لغير نبينا . وسئل ابن عيينة عن ذلك فقال : ألم تسمع { وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا } أراد أنها كانت حلالاً لهم . والظاهر أنهم تمسكنوا له وطلبوا إليه أن يتصدّق عليهم ، ومن ثم رق لهم وملكته الرحمة عليهم ، فلم يتمالك أن عرّفهم نفسه . وقوله : { إِنَّ الله يَجْزِى المتصدقين } شاهد لذلك لذكر الله وجزائه ، والصدقة العطية التي تبتغي بها المثوبة من الله ومنه قول : الحسن لمن سمعه يقول اللهم تصدق عليّ : - إن الله تعالى لا يتصدق ، إنما يتصدق الذي يبتغي الثواب ، قل : اللهم أعطني ، أو تفضل عليّ ، أو ارحمني .