{ إنا آمنا برينا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى }
قال الحسن : سبحان الله ! قوم كفار ثبت في قلوبهم الإيمان طرفة عين فلم يتعاظم عندهم أن قالوا في ذات الله تعالى : { فاقض ما أنت قاض } ! ؛ والله إن أحدهم ليصحب القرآن ستين عاما ثم ليبيع دينه بثمن غبن ؛ قالوا أولا : { آمنا برب هارون وموسى } ، ثم قالوا : { لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا } ، وحاصله أنا اخترنا الله وهداه ، ولن نختارك ؛ ثم أكدوا أنهم آمنوا بربهم يرجون رحمته ، ويطمعون أن يغفر لهم ما فرط من ذنوب وآثام ، وأفردوا طلب غفران ما صنعوا من السحر بالذكر لأنه أفحش ، فهو ضلال وإضلال معا ؛ وهم يعتذرون من الفعلة النكراء بأنهم استكرهوا عليها{[2036]} . إذ حشرهم لمغالبة موسى بسحرهم من المدائن القاصية ؛ { والله خير وأبقى } حب الله تعالى وطلب رضوانه هو الخير على الحقيقة ، وثواب الله البر الرحيم لا يفنى ولا يبيد ، ولهذا آثرنا طاعة مولانا على طاعتك ، ودينه الذي بعث به رسله على بهتانك ونحلتك ؛ وقال محمد بن كعب : { والله خير } لنا منك إن أطيع ، { وأبقى } : أي : منك عذابا إن عصي ؛ واختار الألوسي : { والله خير } في حد ذاته تعالى { وأبقى } أي : وأدوم جزاء ، ثوابا كان أو عقابا ؛ أو : خير ثوابا ، وأبقى عذابا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.