فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِينَ عَلَىٰ مَآ أَصَابَهُمۡ وَٱلۡمُقِيمِي ٱلصَّلَوٰةِ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ} (35)

{ الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم }

{ وجلت } خافت .

وأهل البشرى موصوفون بالخشية من الله تبارك وتعالى ، فقلوبهم في إشفاق من هيبة الملك المتعال ، وأثنى المولى على المؤمنين الخاشعين بصبرهم على كل ما يصيبهم ، من تكاليف قد تشق ، ونوائب قد تنزل ، فالصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، وبحسب الصابرين أن المولى سبحانه يرحمهم ويصلي عليهم ، مصداقا لوعده الحق : { . . وبشر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة . . ){[2249]} ؛ الحسنات تضاعف أجورها إلى سبعين ضعفا أو إلى سبعمائة أما الصبر فإن جزاءه فوق أن يعد أو يحصر : { . . إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ){[2250]} ؛ { والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون } فأهل الإخبات تخف عليهم الطاعات ، وتحبب إليهم العبادات ، يداومون عليها ويسارعون فيها بأبدانهم وأموالهم ، يحافظون على الصلوات ، ويبذلون في القربات .


[2249]:سورة البقرة. من الآية 155، والآية 156، والآية 157
[2250]:سورة الزمر. من الآية 10.