فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱلۡبُدۡنَ جَعَلۡنَٰهَا لَكُم مِّن شَعَـٰٓئِرِ ٱللَّهِ لَكُمۡ فِيهَا خَيۡرٞۖ فَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرۡنَٰهَا لَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (36)

{ والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير }

{ البدن } الإبل ، { صواف } قائمات معقولة إحدى أيديهن . { وجبت } سقطت . { القانع } الراضي بما عنده وبما أعطي من غير مسألة . { المعتر } المعترض للسؤال .

البدن : الإبل التي تنحر بمكة ، وسميت بذلك لعظم بدنها ؛ { لكم فيها خير } نفع في الدنيا وأجر في الآخرة ؛ { فاذكروا اسم الله عليها صواف } أي اذبحوها وسموا الله عند ذبحها حالة كونها صافة أي قائمة وقد عقلت واحدة من يديها ؛ { فإذا وجبت جنوبها } فإذا ذبحتموها وسقطت لجنبها وعلى شقها فهيئوها وأعدوها ، { فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر } كلوا منها وأطعموا الفقير المتعفف ، وكذا المتعرض للسؤال ؛ { كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون } مثل ذلك التسخير ذللناها لكم مع كمال عظمها ونهاية قوتها . . . ولولا تسخير الله تعالى لم تطق ولم تكن بأعجز من بعض الوحوش التي هي أصغر منها جرما وأقل قوة . . لتشكروا إنعامنا عليكم بالتقرب والإخلاص {[2251]} .


[2251]:من روح المعاني.