الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِينَ عَلَىٰ مَآ أَصَابَهُمۡ وَٱلۡمُقِيمِي ٱلصَّلَوٰةِ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ} (35)

قوله : { الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } : يجوز أن يكونَ هذا الموصولُ في موضعِ جرٍّ أو نصبٍ أو رفعٍ . فالجرُّ من ثلاثةِ أوجهٍ : النعتُ للمُخْبِتِيْن ، أو البدلُ منهم ، أو البيانُ لهم . والنصبُ على المدحِ . الرفعُ على إضمار " هم " وهو مدحٌ أيضاً ، ويُسَمِّيه النحويون " قَطْعاً " .

قوله : { وَالْمُقِيمِي الصَّلاَةِ } العامَّةُ على خفضِ " الصلاةِ " بإضافةِ المقيمين إليها . وقرأ الحسن وأبو عمروٍ في روايةٍ بنَصْبِها على حذفِ النونِ تخفيفاً ، كما يُحْذف التنوينُ لالتقاءِ السَاكنين . وقرأ ابنُ مسعودٍ والأعمشُ بهذا الأصل : " والمقيمينَ الصلاةَ " بإثباتِ النونِ ، ونصبِ " الصلاة " . وقرأ الضحَّاكُ " والمقيمَ الصلاةَ " بميمٍ ليس بعدها شيء . وهذه لا تخالِفُ قراءةَ العامَّةِ لفظاً ، وإنما تظهرُ مخالفتُها لها وَقْفاً وخَطَّاً .