السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِينَ عَلَىٰ مَآ أَصَابَهُمۡ وَٱلۡمُقِيمِي ٱلصَّلَوٰةِ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ} (35)

ثم بين علاماتهم بقوله تعالى : { الذين إذا ذكر الله } أي : الذي له الجلال والجمال { وجلت } أي : خافت خوفاً مزعجاً { قلوبهم } فيظهر عليها الخشوع والتواضع لله تعالى { والصابرين } الذين صار الصبر عادتهم { على ما أصابهم } من الكلف والمصائب ولما كان ذلك قد يشغل عن الصلاة قال تعالى { والمقيمي الصلاة } في أوقاتها والمحافظة عليها ، وإن حصل لهم من المشاق بأفعال الحج وغيره ما عسى أن يحصل ، ولذلك عبر بالوصف دون الفعل إشارة إلى أنه لا يقيمها على الوجه المشروع مع تلك المشاق والشواغل إلا راسخ في حبها فهم لما تمكن حبها في قلوبهم والخوف من الغفلة عنها كأنهم دائماً في صلاة { ومما رزقناهم ينفقون } في وجوه الخير من الهدايا التي يغالون في أثمانها وغير ذلك إحساناً إلى خلق الله تعالى .