{ لن ينال الله لحموها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم } ما يريد ربنا القدوس من عباده رزقا فهو الرزاق ، ولا يبتغي منهم طعاما فهو سبحانه يطعم ولا يطعم ، ولا ينظر إلى الصور التي كان يفعل المشركون من تلطيخ الكعبة بدماء الذبائح ، وتشريح اللحم ونصبه حولها ؛ { ولكنه يناله التقوى منكم } فربنا جل علاه يرفع العمل الصالح{[2252]} ؛ وفي الحديث الصحيح : " إن الله لا ينظر إلى صوركم وإلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " ؛ فلن يصيب رضا الله أصحاب اللحوم والدماء المهراقة بمجرد الذبح والتصدق ، إنما يحب الله مع ذلك أن يكون القربان حلالا مجزيا . ثم صرف فيما أمر سبحانه ؛ والنيل لا يتعلق بالبارئ تعالى ، ولكنه عبر عنه تعبيرا مجازيا عن القبول ، . . . ابن عيسى : لن يقبل لحومها ولا دماءها ، ولكن يصل إليه التقوى منكم ؛ أي ما أريد به وجهه ، فذلك الذي يقبله ويرفع إليه ، ويسمعه ويثيب عليه . . . { كذلك سخرها لكم } من سبحانه علينا بتذليلها وتمكيننا من تصريفها وهي أعظم منا أبدانا وأقوى منا أعضاء ، ذلك ليعلم العبد أن الأمور ليست على ما يظهر إلى العبد من التدبير ، وإنما هي بحسب ما يريدها العزيز القدير ، فيغلب الصغير الكبير ، ليعلم الخلق أن الغالب هو الله القهار فوق عباده ، . . . . . . . { لتكبروا الله على ما هداكم } شرع سبحانه ذكر اسمه عليها في الآية قبلها فقال عز من قائل : { فاذكروا اسم الله عليها } وذكر هنا التكبير . . وفي الصحيح عن أنس قال : ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين{[2253]} أقرنين ؛ قال : ورأيته يذبحهما بيده . . . وسمى وكبر . . . ذهب الجمهور إلى قول المضحي : اللهم تقبل مني ؛ جائز ؛ وكره ذلك أبو حنيفة ؛ والحجة عليه ما رواه الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ، وفيه : ثم قال : " باسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد " ثم ضحى به . . {[2254]} ؛ { وبشر المحسنين } بشرى للمحسنين بطيب المآب وحسن الثواب ، جاءتنا من الكريم الوهاب ، وبلغها من أنزل عليه الكتاب ، صلى عليه ربنا وسلم ؛ ولقد علمنا أن الإحسان أن نعبد الله تعالى كأننا نراه ، فإن لم نكن نراه فإنه يرانا ، ويسمع سرنا ونجوانا ، فبشرى لمن صدق بالحسنى ، وأعطى ابتغاء وجه ربه الأعلى ، وأتم ما أمر به على خير ما يحب المولى ويرضى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.