فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ} (150)

{ المسرفين } المتجاوزين الحد .

{ فاتقوا الله وأطيعون . ولا تطيعوا أمر المسرفين . الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون } دعاهم نبيهم إلى الرشد وتوحيد الله الصمد الفرد ، مناديا : ( . . يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره . . ){[2749]} ، ( . . واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ){[2750]} ، ( . . هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب ){[2751]}( قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون . قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون ){[2752]}( . . فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر . أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر . سيعلمون غدا من الكذاب الأشر ){[2753]} ، هكذا وعظهم نبيهم عليه السلام بما يرقق القلوب ، ويدل العقول والأفئدة على مولانا الحق علام الغيوب ، وصرف الحجة والبرهان على جلال الملك الديان{[2754]} ، لكنهم أعرضوا عن نداء الحق ، واستجابوا لدعاة الضلال والزيغ ، وهم يعرفون في نبيهم الأمانة والصدق ، لكن غلبت عليهم الشقوة ، فاستبصروا الرشد وكتموه ، وأدركوا طريق الفلاح والنجاة وجحدوه ، ( . . فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم . . } ، وبهذا شهد الكتاب المبين : ( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى . . ){[2755]} .


[2749]:سورة الأعراف .من الآية 59.
[2750]:سورة الأعراف. من الآية 74.
[2751]:سورة هود. من الآية 61.
[2752]:سورة النمل.الآيتان :46و47.
[2753]:سورة القمر .الآيات :24و25و26.
[2754]:سورة الصف. من الآية 5.
[2755]:سورة العنكبوت. من الآية 17.