القرآن الكريم - فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تفسير سورة الشعراء

{وَزُرُوعٖ وَنَخۡلٖ طَلۡعُهَا هَضِيمٞ} (148)

{ طلعها هضيم } رطبها لين ، يانع نضيج ، هاضم للطعام ، وأصلها : الطلعة التي تطلع من النخلة كنصل السيف ، في جوفه شماريخ القنو ، فهو لطيف دقيق .

{ في جنات وعيون . وزروع ونخل طلعها هضيم } قرعهم نبيهم صالح عليه السلام ، وقصد إلى إيقاظهم من غفلتهم ، فكأنه قال : أتظنون أنكم باقون في الدنيا ، مخلدون في هذا الأمن وهذه السعة ، والعيش الهنيء لن يفارقكم ولن تفارقوه ؟ ! هيهات ! أورد الزمخشري سؤالا : فإن قلت لم قال : { ونخل } بعد قوله . { وجنات } والجنات تتناول النخل أول شيء ، كما يتناول النعم الإبل كذلك من بين الأزواج ، حتى إنهم ليذكرون الجنة- الحديقة- ولا يقصدون إلا النخل كما يذكرون النعم ولا يريدون إلا الإبل ؟ وأجاب . . . : فيه وجهان ، أحدهما –أن يخص النخل بإفراده بعد دخوله في جملة سائر الشجر تنبيها على انفراده عنها بفضله عنها ، والثاني- أن يريد بالجنات غيرها من الشجر ، لأن اللفظ يصلح لذلك ثم يعطف عليها النخل ، والنخل اسم جنس جمعي ، يذكر كما في قوله تعالى : ( . . كأنهم أعجاز نخل منقعر ){[1]} ، ويؤنث كما في قوله تعالى : ( . . . . كأنهم أعجاز نخل خاوية ){[2]} وكما ها هنا : { ونخل طلعها هضيم } أي رطبها لين ، يانع نضيج ، هاضم للطعام ، وأصل ثمرة النخل طلعة تطلع من رأس النخلة- كنصل السيف ، في جوفه شماريخ القنو ، ينشق عنها لطيفة دقيقة ، فإذا لقح ، وذر عليه من لقاح النخل انعقد فصار بسرا ثم بلحا ثم تمرا .

[1]:- سورة يونس، الآية 24.

[2]:- ما بين العارضتين من روح المعاني.

الآية السابقة الآية التالية