فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهِم مَّطَرٗاۖ فَسَآءَ مَطَرُ ٱلۡمُنذَرِينَ} (58)

{ فساء مطر المنذرين } بئس المطر مطر الذين أنذرهم وحذرهم ربهم فلم يحذروا فأمطرهم الله حجارة محماة .

{ وأمطرنا عليهم مطرا } جمهور المفسرين على أن الله تعالى أمطر من كان خارج مدن قوم لوط مطرا غير معهود ، وإلى ذلك يشير قول الحق سبحانه : )إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر( {[2880]} فجمع لهم المنتقم الجبار بين تنكيس مدنهم ، ورميهم بالحجارة المحماة ، { فساء مطر المنذرين } فبئس المطر مطر الذين أنذرهم وحذرهم ربهم فلم يحذروا فأخذهم الله نكال الآخرة والأولى ، يقول الحق سبحانه : )فأخذتهم الصيحة مشرقين . فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل( {[2881]} ، ويقول تبارك اسمه : )فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود . مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد( {[2882]} .


[2880]:سورة القمر. الآية 34.
[2881]:سورة الحجر. الآيتان 73، 74.
[2882]:سورة هود. الآيتان 82، 83.