فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَمَّن يَهۡدِيكُمۡ فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَمَن يُرۡسِلُ ٱلرِّيَٰحَ بُشۡرَۢا بَيۡنَ يَدَيۡ رَحۡمَتِهِۦٓۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ تَعَٰلَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (63)

{ يهديكم } يرشدكم ويدلكم .

{ بشرا بين يدي رحمته } مبشرات قدام المطر وقبيل نزوله .

{ أم من يهديكم في ظلمات البر والبحر } أمن جعل لنا سبلا وطرقا ، وجعل لنا عليها معالم برا وبحرا كمن ليس كذلك ؟ لا يستويان ، بل الله الهادي إلى سواء الطريق ) وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر . . ( {[2899]} ولقد امتن سبحانه علينا بما وضع لنا مما يرشدنا إلى طريقنا الذي نسلكه إذا داهمتنا الظلمات ، فيقول سبحانه : ) . . . وسبلا لعلكم تهتدون . وعلامات وبالنجم هم يهتدون( {[2900]} ، وجاء في آية كريمة أخرى : )وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر . . ( {[2901]} .

{ ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته } ومن غير الله تعالى يجري الرياح قدام المطر ، [ { أإله مع الله } يفعل ذلك ويعينه عليه ، { تعالى الله عما يشركون } من دونه ]{[2902]} ، مما جاء في جامع البيان : لله العلو والرفعة عن شرككم الذي تشركون وعبادتكم معه ما تعبدون اه .


[2899]:سورة النحل. من الآية 9.
[2900]:سورة النحل. من الآية 15 والآية 16.
[2901]:سورة الأنعام. من الآية97.
[2902]:ما بين العلامتين[ ] من الجامع لأحكام القرآن.