{ خلالها } وسطها وبين جنباتها .
{ رواسي } جبالا ثوابت راسية ومرسية .
{ حاجزا } مانعا ، فلا هذا يغير ذاك ، ولا ذاك يغير هذا .
{ أم من جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا } استفهام يراد به الإنكار[ وانتقال من التبكيت بما قبلها إلى التبكيت بوجه آخر داخل في الإلزام بجهة من الجهات . . ]{[2890]} ، الله تعالى بحكمته جعل الأرض مستقرا بحيث يستقر عليها ما شاء ربنا من خلق ، يقول العلماء : والجعل إن كان تصييرا فالمنصوبان مفعولان ، وإلا فالثاني حال مقدرة ، وجعل سبحانه أواسط الأرض أنهارا تجري بالماء العذب فيحيا بسببه الإنسان والحيوان والنبات ، بل وتهتز به الأرض وتربو ، وجعل لصلاح أمر أرضكم التي تسكنونها وتستقرون عليها وتنتفعون بها جبالا ترسيها لئلا تضطرب بمن عليها وتميل ، بل ومن أعالي الجبال يبدأ جريان الأنهار ، وفي أصولها يختزن ماء العيون ، وعلى سفوحها يحتشد النبات والمرعى ، أو يستودع بين الصخور ما شاء الله تعالى من كنوز ومعادن .
{ وجعل بين البحرين حاجزا } مانعا من الممازجة ، عن الضحاك : العذب والملح ، فلا هذا يغير ذاك ، ولا ذاك يغير هذا- أي جعل بين المياه العذبة والمالحة حاجزا مانعا يمنعها من الاختلاط ، لئلا يفسد هذا بهذا وهذا بهذا ، فإن الحكمة الإلهية تقتضي بقاء كل منهما على صفته المقصودة منه ، فإن البحر الحلو هو هذه الأنهار السارحة الجارية بين الناس ، والمقصود منها أن تكون عذبة زلالا يسقي الحيوان والنبات والثمار منها ، والبحار المالحة هي المحيطة بالأرجاء والأقطار من كل جانب والمقصود منها أن يكون ماؤها ملحا أجاجا لئلا يفسد الهواء بريحها ، كما قال تعالى : )وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا( {[2891]}-{[2892]} ، -{ أإله مع الله } أي إذا ثبت أنه لا يقدر على هذا غيره فلم يعبدون ما لا يضر ولا ينفع ؟ { بل أكثرهم لا يعلمون } يعني كأنهم يجهلون الله فلا يعلمون ما يجب له من الوحدانية-{[2893]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.