فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَقَالُوٓاْ إِن نَّتَّبِعِ ٱلۡهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفۡ مِنۡ أَرۡضِنَآۚ أَوَلَمۡ نُمَكِّن لَّهُمۡ حَرَمًا ءَامِنٗا يُجۡبَىٰٓ إِلَيۡهِ ثَمَرَٰتُ كُلِّ شَيۡءٖ رِّزۡقٗا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (57)

{ وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا } وقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم : نخشى إن اتبعنا الذي جاءك من الرشد وخالفنا من حولنا من العرب المشركين أن يغيروا علينا ، ويؤذوننا ، ويتخطفوننا ، - هذا الذي اعتذروا به كذب وباطل ، لأن الله تعالى جعلهم في بلد أمين ، وحرم معظم ، آمن منذ وضع ، فكيف يكون هذا الحرم آمنا لهم في حال كفرهم وشركهم ، ولا يكون آمنا لهم وقد أسلموا وتابعوا الحق ؟ ، وقوله تعالى { يجبى إليه ثمرات كل شيء } أي من سائر الثمار . . . وكذلك المتاجر والأمتعة{ رزقا من لدنا } أي من عندنا-{[3075]} { ولكن أكثرهم لا يعلمون } لغفلتهم ، أو لعدم عملهم بمقتضى علمهم ، فما غاب من أحد ممن له إدراك فيهم أن الله تعالى رب هذا البيت هو الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف : )أولم يروا أنا جعلنا حرمنا آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون( {[3076]}


[3075]:مقتبس من تفسير القرآن العظيم.
[3076]:سورة العنكبوت. الآية 67.