فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِن تُكَذِّبُواْ فَقَدۡ كَذَّبَ أُمَمٞ مِّن قَبۡلِكُمۡۖ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ} (18)

{ وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين18 }

لعل العطف هنا على محذوف دل عليه المذكور ، والتقدير : فإن استجبتم تفلحوا في العاجل والآجل ، وإن تكذبوا ما دعوتكم إليه من التوحيد والجلال لله الكبير المتعال ، وارتبتم في البعث والحساب والجزاء فلن تضروا إلا أنفسكم ، كالذين سبقوكم ممن كذبوا رسل الله إليهم- وهم شيث ، وإدريس ، ونوح ، وهود ، وصالح عليهم السلام فلم يضرهم تكذيبهم شيئا ، وإنما ضر أنفسهم حيث تسبب لما حل بهم من العذاب ، فكذا تكذيبكم إياي-{[3191]} ، وليس علي هداكم ، إنما عهد الله إلي- كعهده سبحانه إلى كل رسول- أن أبلغكم بلاغا واضحا .

يقول صاحب[ روح المعاني . . ] : وهذه الآية ، أعني : { وإن تكذبوا } الخ على ما ذكرنا من جملة قصة إبراهيم عليه السلام ، وكذا ما بعد- على ما قيل- إلى قوله تعالى : { فما كان جواب قومه . . } ، وجوز أن يكون ذلك اعتراضا بذكر شأن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وقريش ، وهدم مذهبهم ، والوعيد على سوء صنيعهم ، توسط بين طرفي القصة من حيث إن مساقها لتسلية رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم والتنفيس عنه بأن أباه خليل الرحمن كان مبتلى بنحو ما ابتلى به من شرك القوم وتكذيبهم ، وتشبيه حاله فيهم بحال إبراهيم عليهما الصلاة والسلام . اه .


[3191]:ما بين العارضتين مما أورد الألوسي.