فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُوهُۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ} (51)

{ صراط مستقيم } طريق لا يعوج ولا ينحرف .

{ إن الله ربي وربكم } إظهارا للخضوع واعترافا بالعبودية وردا لما يدعيه عليه الجهلة من النصارى الضالين المنحرفين عن الصراط المستقيم ]{[974]} فقد شهد عليه الصلاة والسلام بالحق وأنه عبد لله تعالى كما أنهم عبيد لله سبحانه وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ، و( لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون . . ){[975]} ، وما يكون لعيسى أن يقول ما ليس له بحق وهذه الآية وإن كان ظاهرها خبرا ففيه الحجة البالغة من الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم على الوفد الذين حاجوه من أهل نجران بإخبار الله عز وجل عن أن عيسى كان بريئا مما نسبه إليه من نسبه إلى غير الوصف الذي وصف به نفسه من أنه لله عبد كسائر عبيده من أهل الأرض إلا ما كان الله جل ثناؤه خصه به من النبوة والحجج التي آتاه دليلا على صدقه كما آتى سائر المرسلين غيره من الأعلام والأدلة على صدقهم ، والحجة على نبوتهم -{[976]} .


[974]:ما بين العلامتين [ ] مما أورد صاحب تفسير غرائب القرآن.
[975]:من سورة النساء من الآية 172.
[976]:ما بين العارضتين من جامع البيان.