فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قَالَتۡ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞۖ قَالَ كَذَٰلِكِ ٱللَّهُ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ إِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ} (47)

{ أنى } كيف ومن أين .

{ يكون } يوجد .

{ يمسسني } يفض إلي ويلامسني .

{ قضى } حكم .

{ قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون } سألت مريم ربها عجبا مما سمعت لا تشككا في قدرة المولى سبحانه ولكن كأنما أرادت هل يكون هذا الولد الذي بشرت به من زوج يتزوجها في المستقبل أم يخلقه الله تعالى هكذا ؟ ولذلك قالت { ولم يمسسني بشر } أي لم تنكح لم تتزوج والمسيس في القرآن الكريم يرد بمعنى استمتاع الزوج بزوجته كما في الآية { لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن . . }{[971]} وكأنها تسأل : على أي صفة يوجد هذا الغلام مني ولست بذات زوج ؟ { قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون } قال الملك عليه السلام في جواب مريم عليها السلام : إن الذي خلق كل شيء حكم وأراد أن ترزقي بغلام دون أن يكون لك زوج ، ومولانا القوي القدير لا يعجزه شيء يريده ، بل يوجده ولو بغير أسباب فإذا توجه مراده جل وعلا إلى أي شيء تحقق المراد دون إبطاء .


[971]:من سورة البقرة من الآية 236.