حين رأى زكريا عليه السلام من شأن مريم ما رأى من الإكرام والإنعام الذي أسبغه عليها المولى ذو الجلال والإكرام ، دعا ربه متضرعا يا رب أعطني من عندك أولادا صالحين أو غلاما رضيا كما جاء في سورة أخرى { . . . فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا } {[943]} إنك يا مولانا تجيب دعوة الداعي إذا دعاك ، وفي هذا رد على بعض جهال المتصوفة حيث قال : الذي يطلب الولد أحمق وما عرف أنه هو الغبي الأخرق{[944]} ؛ كيف لا وقد جاء في محكم القرآن أن الرسل صلوات ربنا عليهم قد آتاهم مولانا الأولاد ورزقهم الأزواج { ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية . . }{[945]} ، وأخبر سبحانه أن دعاء خليله إبراهيم عليه السلام بقوله الحق { واجعل لي لسان صدق في الآخرين }{[946]} ، وعد الذرية والأزواج من آياته وآلائه : { والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة . . . }{[947]} ومن ثنائه على عباد الرحمن قال تبارك وتعالى { والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين }{[948]} ، وقد ترجم البخاري على هذا : باب طلب الولد وترجم أيضا باب الدعاء بكثرة الولد مع البركة . وساق حديث أنس بن مالك : قالت أم سليم : يا رسول الله خادمك أنس ادع الله له ، فقال ( اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته ) وفي الصحيحين ( اللهم اغفر لأبي وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.