{ الذين يتربصون بكم }- يخبر تعالى عن المنافقين أنهم يتربصون بالمؤمنين دوائر السوء ، بمعنى ينتظرون زوال دولتهم ، وظهور الكفرة عليهم ، وذهاب ملتهم ، { فإن كان لكم فتح من الله }أي : نصر وتأييد ، وظفر وغنيمة : { قالوا ألم نكن معكم } ؟ أي : يتوددون إلى المسلمين بهذه المقالة ، وإن كان للكافرين نصيب } أي : إدالة على المؤمنين في بعض الأحيان كما أحد فإن الرسل تبتلى ثم تكون لها العاقبة { قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين } ؟ أي : ساعدناكم في الباطن ، وما ألونا خبالا وتخذيلا حتى انتصرتم عليهم ، . . . ، وهذا أيضا تودد منهم إليهم ، فإنهم كانوا يصانعون هؤلاء وهؤلاء ليحظوا عندهم ويأمنوا كيدهم ، وما ذاك إلا لضعف إيمانهم وقلة إيقانهم ، قال تعالى : { فالله يحكم بينكم يوم القيامة } أي : بما يعلمه منكم أيها المنافقون من البواطن الرديئة ، فلا تغتروا بجريان الأحكام الشرعية عليكم ظاهرا في الحياة الدنيا ، لما له في ذلك من الحكمة ، فيوم القيامة لا تنفعكم ظواهركم ، بل هو يوم تُبلى فيه السرائر ، ويحصل ما في الصدور ؛ وقوله تعالى : { ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا } . . . قال السدي : { سبيلا } أي : حجة ، ويحتمل أن يكون المعنى : ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ، أي في الدنيا ، بأن يسلطوا عليهم استيلاء استئصال بالكلية ، وإن حصل لهم ظفر في بعض الأحيان على بعض الناس ، فإن العاقبة للمتقين في الدنيا والآخرة ، كما قال تعالى : ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا . . . ) الآية ( {[1575]} ) ، وعلى هذا يكون ردا على المنافقين فيما أملوه ، ورجوه وانتظروه ، من زوال دولة المؤمنين ، وفيما سلكوه من مصانعتهم الكافرين ، خوفا على أنفسهم منهم ، إذا هم ظهروا على المؤمنين فاستأصلوهم ، كما قال تعالى : ( فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم-إلى قوله- نادمين ) ( {[1576]} ) ، . . . .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.