{ واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف }
يأمر الله تعالى نبيه أن يقص على من يستطيع تبليغه ويذكر ويعظ بخبر هود عليه السلام ، وكان أخا لهم في النسب لا في الدين-إذ حذر قومه وأنذرهم وخوفهم عذاب الله الذي يحل على المفسدين والمشركين والجاحدين ، وكانت ديار عاد قوم هود بالأحقاف- جمع حقف وهو ما استطال من الرمال العظيم واعوج ولم يبلغ أن يكون جبلا- وهي بالشحر قرب عدن ، وقيل : كانت منازل عاد في حضرموت بواد يقال له مهرة ، أو واد بين عمان ومهرة .
{ وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله }
وقد سبق النذير هود عليه السلام رسلنا إلى من قبله من الأمم ، وكلهم صلوات الله عليهم وسلامه يدعون الناس إلى أصل الإيمان ألا تعبدوا إلا الله ، وكذا من يبعث من المرسلين بعده .
ونقل عن ابن عباس رضي الله عنهما في معنى : { من بين يديه ومن خلفه } يعني الرسل الذين بعثوا قبله والذين في زمانه ، فمعنى { من خلفه } من بعد إنذاره{[4625]} .
أو يكون المعنى{[4626]} : وقد أرسل الله تعالى إلى من حول بلادهم في القرى مرسلين ومنذرين كقوله عز وجل : { فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها . . }{[4627]} ، وكقوله جل وعلا : { فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود . إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله . . }{[4628]} قال المرسلون إلى أقوامهم : لا تعبدوا إلا الله .
{ إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم( 21 ) } .
قال هود لقومه ما قاله إخوانه من الرسل ، وخشي أن يغشاهم العذاب العاجل منه والآجل ، وكلاهما بالغ الهول والشدة : { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد }{[4629]} . فبشركهم تحق عليهم الأخذة : { إن بطش ربك لشديد }{[4630]} .
مما أورد صاحب جامع البيان : واذكر يا محمد لقومك الرادّين عليك ما جئتهم به من الحق هودا أخا عاد ، فإن الله بعثك إليهم كالذي بعثه إلى عاد ، فخوفهم أن يحل بهم من نقمة الله على كفرهم ما حلّ بهم إذ كذبوا رسولنا هودا إليهم . . لا تشركوا مع الله شيئا في عبادتكم إياه ، ولكن أخلصوا له العبادة ، وأفردوا له الألوهة إنه لا إله غيره . . إني أخاف عليكم أيها القوم بعبادتكم غير الله عذاب الله في يوم عظيم . اه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.