فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{تُدَمِّرُ كُلَّ شَيۡءِۭ بِأَمۡرِ رَبِّهَا فَأَصۡبَحُواْ لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَٰكِنُهُمۡۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (25)

{ تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين( 25 ) } .

ولم تؤلمهم الريح وتوجعهم فحسب ، بل سخرها الله القوي العزيز : { . . سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية }{[4637]} ؛ وما أصابت الأنفس دون الأموال ، بل مع إتيانها على كل نفس كافرة حتى لم تبق منهم أحدا ، دمرت كل شيء مرت عليه من أموال عاد : { ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم }{[4638]} فلم يبق إلا طلل دورهم ليكون مزدجرا ومعتبرا لمن يأتي بعدهم : { إنا كذلك نفعل بالمجرمين }{[4639]} .

عن ابن إسحق قال : اعتزل هود ومن معه من المؤمنين في حظيرة ، ما يصيبه ومن معه إلا ما يُليّن أعلى ثيابهم ، وتلتذ الأنفس به ؛ وإنها لتمر من عاد بالظعن – المسافر بين السماء والأرض وتدمغهم بالحجارة حتى هلكوا ؛ وحكى أن شاعرهم قال في ذلك :

فدعا هود عليهم *** دعوة أضحوا همودا

عصفت ريح عليهم *** تركت عادا خمودا

سخرت سبع ليال *** لم تدع في الأرض عودا

ونقل أن هودا عمّر في قومه بعدهم مائة وخمسين سنة .


[4637]:سورة الحاقة. من الآية 7.
[4638]:سورة الذاريات. الآية 43.
[4639]:سورة الصافات. الآية 34.