فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَلَهُمۡ أَرۡجُلٞ يَمۡشُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ أَيۡدٖ يَبۡطِشُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ أَعۡيُنٞ يُبۡصِرُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ ءَاذَانٞ يَسۡمَعُونَ بِهَاۗ قُلِ ٱدۡعُواْ شُرَكَآءَكُمۡ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ} (195)

ثم أبطل أن يكونوا عباداً أمثالهم فقال : { أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا } وقيل : عباد أمثالكم مملوكون أمثالكم . وقرأ سعيد بن جبير : «إن الذين تدعون من دون الله عباداً أمثالكم » بتخفيف إن ونصب عباداً أمثالكم ، والمعنى : ما الذين تدعون من دون الله عباداً أمثالكم ، على إعمال «إن » النافية عمل «ما » الحجازية { قُلِ ادعوا شُرَكَاءكُمْ } واستعينوا بهم في عداوتي { ثُمَّ كِيدُونِ } جميعاً أنتم وشركاؤكم { فَلاَ تُنظِرُونِ } فإني لا أبالي بكم ، ولا يقول هذا إلا واثق بعصمة الله ، وكانوا قد خوّفوه آلهتهم فأمر أن يخاطبهم بذلك ، كما قال قوم هود له : { إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعتراك بَعْضُ ءالِهَتِنَا بِسُوء } [ هود : 54 ] قال لهم : { إِنّى بريء مّمَّا تُشْرِكُونَ مِن دُونِهِ فَكِيدُونِى جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ } [ هود : 55 ] .