الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَلَهُمۡ أَرۡجُلٞ يَمۡشُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ أَيۡدٖ يَبۡطِشُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ أَعۡيُنٞ يُبۡصِرُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ ءَاذَانٞ يَسۡمَعُونَ بِهَاۗ قُلِ ٱدۡعُواْ شُرَكَآءَكُمۡ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ} (195)

وقوله : { ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها }[ 195 ] ، الآية .

كل هذا خطاب للمشركين من عبدة الأوثان و( هو{[26482]} ) توبيخ لهم وتقريع على عبادتهم من لا رجل له ولا يد ولا عين ، ولا يفهم ، ولا يضر ، ولا ينفع .

فالمعنى : { ألهم أرجل يمشون } ، فيسعون{[26483]} معكم في حوائجكم ، { أم{[26484]} لهم أيد يبطشون بها } فيدفعون عنكم الضر و{[26485]}تنتصرون بها عند قصد من يقصدكم بسوء ، { أم لهم أعين يبصرون بها } ، فيعرفونكم ما عاينوا مما تغيبون عنه ، { أم لهم آذان يسمعون بها }[ 195 ] ، فيخبرونكم بما سمعوا دونكم مما لم تسمعوه . فإن كانت هذه آلهتكم المعظمة عندكم ، فما وجه عبادتكم لها ، وهي خالية من هذه المنافع كلها{[26486]} ؟

ثم قال الله تعالى ، لنبيه عليه السلام{[26487]} :

{ قل } لهم : { ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون }[ 195 ] ، أي : ادعوهم لمعونتكم عليَّ ، { ثم كيدون{[26488]} } أنتم وهم ، " فلا{[26489]} تنظرون " ، أي : لا تؤخرون بالكيد ، ولكن عجِّلوا كل{[26490]} هذا . ينبئهم{[26491]} أن آلهتهم لا تضر ولا تنفع{[26492]} .


[26482]:ما بين الهلالين ساقط من "ج" و"ر".
[26483]:في الأصل: فيسمعون، وهو تحريف. وفي "ج" مطموسة بفعل الرطوبة، وهي لحق. والتصويب من "ر" وجامع البيان الذي نقل عنه مكي.
[26484]:في الأصل، و"ر": ألهم، وهو تحريف.
[26485]:في "ج" وينتصرون.
[26486]:جامع البيان 13/322، باختصار.
[26487]:في "ج": ثم قال لنبيه: قل لهم. وفي "ر": ثم قال لنبيه.
[26488]:أصلها: "كيدوني"، و"تنظروني" حذفت الياء؛ لأن الكسرة تدل عليها. تفسير القرطبي 7/218. وانظر: المحرر الوجيز 2/489، وزاد المسير 3/306.
[26489]:في "ج": {ولا تنظرون}، وهو سهو ناسخ، أثبت ما في سورة يونس: 71.
[26490]:في الأصل: عجلوا أكل هذا، وهو تحريف سيء.
[26491]:في الأصل: بينهم، ولا معنى لها. وفي "ج"، سيئة الكتابة.
[26492]:انظر: جامع البيان 13/322، فكلام مكي هاهنا مستخلص منه.