ولما أثبت عجزهم وأنهم أمثالهم ، دل عليه وعلى أنهم دونهم بأسلوب إنكار وتعجيب مفصلاً لبعض ما نفاه عنهم{[34355]} - فقال مقدماً الأرجل لأن أول ما يخشى من الشيء انتقاله : { ألهم أرجل } ولما كانت لهم جوارح مصنوعة ، بين المراد بقوله : { يمشون بها } .
ولما كان المخشيّ بعد الانتقال مدّ اليد ، قال{[34356]} : { أم لهم أيد } أي{[34357]} موصوفة بأنهم { يبطشون بها } أي نوعاً من البطش ؛ ولما كان المخوف بعد البطش باليد البصر خوفاً من الدلالة قال{[34358]} : { أم لهم أعين } أي منعوتة بأنهم { يبصرون بها } أي ضرباً من الإبصار ؛ ولما كان الإنسان ربما خاف مما يقصد ضره فتغيب عنه فلا يصل إليه بعد ذلك إلا{[34359]} بالسمع قال خاتماً : { أم لهم آذان } أي مقول{[34360]} فيها أنهم { يسمعون بها } أي شيئاً من السمع .
ولما سواها بهم ونفى عنهم ما تقدم ، لزم نقصانها عنهم وأنه في الحقيقة مسلوب عنهم لأنهم ليس لهم من ذواتهم إلا العدم ، والقدرة فيما يقدرون عليه إنما هي بيد الصانع{[34361]} لهم أشركهم{[34362]} معها ، وقال دالاًّ على ذلك مستأنفاً : { قل } أي لهؤلاء المشركين { ادعوا شركاءكم } أي هذه التي تقدمت ومهما شئتم غيرها ، واستعينوا بها في عداوتي .
ولما كان هذا تحدياً عظيماً يحق لفاعله التمدح به ، نبه عليه بآداة التراخي فقال : { ثم كيدون } أي جميعاً أنتم وهم وأنتم أكثر من حصى البطحاء ورمل الفضاء وأنا وحدي ، ولما كان المعنى : وعجلوا ، عطف بفاء السبب قوله : { فلا تنظرون* } أي تمهلون لحظة فما فوقها لئلا تعتلوا{[34363]} في الإنظار{[34364]} بعلة ، وعلل عدم المبالاة بكيدهم بقوله دالاًّ على اتصاف معبوده بما نفاه عن شركائهم من الإحاطة بمنافع الدارين فيما يتعلق بالأديان والأبدان ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.