نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{هُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّلۡمُحۡسِنِينَ} (3)

ولما كان الإحسان ما دعت إليه سورة الروم من الإيمان بلقاء الله ، منزهاً عن شوائب النقص ، موصوفاً{[53606]} بأوصاف الكمال ، معبوداً{[53607]} بما شرعه على وجه الإخلاص ، والانقياد مع الدليل كيفما توجه ، والدوران{[53608]} معه كيفما دار ، وكان ذلك هو عين الحكمة ، قال تعالى : { هدى } أي حال كونها أو كونه بياناً متقناً { ورحمة } أي حاملاً على القيام بكل ما دعا إليه ، والتقدير على قراءة حمزة{[53609]} بالرفع : هي أو{[53610]} هو ، و{[53611]} قال : { للمحسنين } إشارة إلى أن من حكمته أنه خاص في هذا الكمال وضعاً{[53612]} للشيء في محله بهذا الصنف ، وهم الذين لزموا التقوى فأدتهم إلى الإحسان ، وهو عبادته تعالى على المكاشفة والمراقبة فهي له أو هو لها آخر ،


[53606]:من مد، وفي الأصل وظ وم: موصوف.
[53607]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: معبود.
[53608]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: الدوار.
[53609]:راجع نثر المرجان 5/319.
[53610]:سقط من ظ.
[53611]:زيد من ظ وم ومد.
[53612]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: وصف.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{هُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّلۡمُحۡسِنِينَ} (3)

{ تِلْكَ } ، في موضع رفع مبتدأ ، وخبره { آيَاتُ الْكِتَابِ } و { هُدًى وَرَحْمَةً } ، منصوبان على الحال ، من { آيَاتُ } .

وقيل : مرفوعان ، على أنهما خبر لمبتدأ محذوف ، وتقديره : هو هدى .

وقيل : مرفوعان على أنهما خبر لتلك . و { آيَاتُ } بدل من { تلك } {[3631]} .

والمعنى : هذه آيات الكتاب ذي الحكمة والسداد والحديث الباهر الفذ .

ذلكم كتاب الله الذي أنزله للناس ، ليكون للمؤمنين الطائعين بيانا يهتدون به فلا يضلون أو يتعثرون أو يخبطون ؛ بل يمضون في ظل الإسلام آمنين ، وهم تحيط بهم عناية الله وتوفيقه . وهو كذلك رحمة يرحم الله به من اتبعه ، والتزم منهجه ، وعمل بموجبه ، ولم يرض عنه أيما بديل من بدائل الكفر والضلالات . أولئك يمنّ الله عليهم بفضله وإحسانه ، ويدرأ عنهم برحمته الشرور والعوادي .


[3631]:البيان لابن الأنباري ج 2 ص 253.