الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُواْۖ وَكَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ} (24)

{ وجعلنا منهم } من بني إسرائيل { أئمة } قادة { يهدون } يدعون الخلق { بأمرنا لما صبروا } حين صبروا على الحق

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُواْۖ وَكَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ} (24)

" وجعلنا منهم أئمة " أي قادة وقدوة يقتدى بهم في دينهم . والكوفيون يقرؤون " أئمة " النحاس : وهو لحن عند جميع النحويين ؛ لأنه جمع بين همزتين في كلمه واحدة ، وهو من دقيق النحو .

وشرحه : أن الأصل " أأْمِمَة " ثم ألقيت حركة الميم على الهمزة وأدغمت الميم ، وخففت الهمزة الثانية لئلا يجتمع همزتان ، والجمع بين همزتين في حرفين بعيد ، فأما في حرف واحد فلا يجوز إلا تخفيف الثانية نحو قولك : آدم وآخر . ويقال : هذا أوم من هذا وأيّم ، بالواو والياء . وقد مضى هذا في " التوبة " {[12684]} والله تعالى أعلم . " يهدون بأمرنا " أي يدعون الخلق إلى طاعتنا . " بأمرنا " أي أمرناهم بذلك . وقيل : " بأمرنا " أي لأمرنا ، أي يهدون الناس لديننا . ثم قيل : المراد الأنبياء عليهم السلام . قاله قتادة . وقيل : المراد الفقهاء والعلماء . " لما صبروا " قراءة العامة " لما " بفتح اللام وتشديد الميم وفتحها ، أي حين صبروا . وقرأ يحيى وحمزة والكسائي وخلف ورويس عن يعقوب : " لما صبروا " أي لصبرهم جعلناهم أئمة . واختاره أبو عبيد اعتبارا بقراءة ابن مسعود " بما صبروا " بالباء . وهذا الصبر صبر على الدين وعلى البلاء . وقيل : صبروا عن الدنيا .


[12684]:راجع ج 8 ص 84 فما بعد.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُواْۖ وَكَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ} (24)

وأشار إلى اختلافهم فيه بقوله : { وجعلنا منهم } أي من أنبيائهم وأحبارهم بعظمتنا ، مع ما في طبع الإنسان من اتباع الهوى { أئمة يهدون } أي يوقعون البيان ويعملون على حسبه { بأمرنا } أي بما أنزلنا فيه من الأوامر ؛ ثم ذكر علة جعله ذلك لهم بقوله : { لما صبروا } أي بسبب صبرهم ولأجله - على قراءة حمزة والكسائي{[54864]} بالكسر والتخفيف - أو حين صبرهم على قبول أوامرنا{[54865]} على قراءة الباقين بالفتح والتشديد ، وإن كان الصبر أيضاً إنما هو بتوفيق الله لهم { وكانوا بآياتنا } {[54866]}لما لها{[54867]} من العظمة { يوقنون * } لا يرتابون في شيء منها ولا يفعلون فعل الشاك فيه الإعراض ، وكان ذلك لهم{[54868]} جبلة جبلناهم عليها .


[54864]:راجع نثر المرجان 5/365.
[54865]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: أوامرها.
[54866]:من م ومد، وفي الأصل وظ: بما لنا.
[54867]:من م ومد، وفي الأصل وظ: بما لنا.
[54868]:زيد من ظ وم ومد.